إذا كانت الإباحية أصلاً حرام؛ فلماذا تُشاهدها أصلاً؟!
قل لي يا صاحبي!
أوليست الإباحية حرام؟ أوليست تلك الإباحية تُنتهك فيها حرمات الله ومحارمه؟ أوليست هي مكاناً لفعل فاحشة الزنى والتبجح بها؟ أوليس يتجاهر فيها الناس بالمعصية ويزعمون بأن الله ليس له وجود وأنه أسطورة من الأساطير؟ طيب.. أوليست تلك الإباحية مكاناً لجلب غضب الله وسخطه على الذين ينتهكون حرماته ولا يُراعون بأنه سبحانه يغار أشد الغيرة على حماه ويغار على تلك الفروج التي تُنتهك؟
إذا كانت الإباحية بكل تلك النجاسة؛ فلماذا تُشاهدها إذاً يا حبيب؟! اعطني سبباً واحداً يجعلك تُشاهد الإباحية.. سبباً واحداً فقط يجعلك تستمتع بها وهي بكل هذا السوء!
⇐ هل بسبب الفراغ الذي عندك.. أم بسبب الملل الذي تشعر به.. أم بسبب إدمانك عليها.. أم بسبب الشهوة المشتعلة فيك.. أم بسبب الضيق الذي تُريد أن ينفرج عنك؟
إلا أن كل هذه الأسباب يا حبيب ليست عذراً لكي تُشاهد الإباحية إذا علمت أنها حرام وأنها بكل هذا السوء.. وهي ليست حرام فقط؛ بل هي من الكبائر.. من كبائر الذنوب التي تحتاج أن تتوب منها قبل أن يقع عليك العذاب، وليس كأي عذاب؛ بل عذاب مزلزل.. عذاب مزلزل مرعب.. وإن لم تكن تُصدق ما أقول أيها الحبيب؛ فاسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم:
” ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحرَّ (وهو فرج المرأة) والحرير والخمر والمعازف”
طيب.. ما هي العقوبة لمن يفعل ذلك يا رسول الله؟!
“ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة”
فالعقوبة للذين يستحلون العورات ويُشاهدون الإباحية؛ عقوبة ليست كأي عقوبة.. عقوبة مهولة في ذاتها.. عقوبة مهولة مؤلمة للذين يستحلونها ويستحلون فيها فرج المرأة وعوراتها سواء بالنظر أو الانتهاك بغير الحق.. وتلك العقوبة؛ هي عقوبة المسخ إلى قردة وخنازير إلى يوم القيامة والعياذ بالله!
وإياك أن تعتقد أيها الحبيب بأن الله حينما يتركك تفعل المعاصي هكذا بأنه غافل سبحانه عنك؛ كلا! بل هو يمهل عباده الظالمين.. يمهلهم حتى إذا أخذهم لم يُفلتهم.. وإلا فانظر إلى ألوان العذاب التي أخذت الناس وتأخذهم بسبب ظلمهم واتباعهم أهواءهم!
“فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد”
انتهي هو خير لك أيها الحبيب.. خير لك في نفسك، وخير لك في الدنيا قبل الآخرة..
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه – حديث