قصة لوط 1
عندما جاءته الملائكة وقد تمثلوا بشراً حساناً جداً أضيافاً عليه.. على لوط!
ولكنهم قبل أن يأتوه؛ مروا على النبي إبراهيم عليه السلام، والذي اتخذه اللهُ خليلاً.. فلما رآهم النبي إبراهيم؛ حسبهم رجالاً غرباء.. ولكنهم ليسوا كأي غرباء.. بل كانوا من شدة جمالهم وطيبهم؛ أنهم دخلوا على النبي إبراهيم وقالوا له:
_ سلام عليك!
النبي إبراهيم انبهر من جمالهم عندما رآهم.. فقال لهم:
_ سلام أيها القوم المُكرمون الذين لا أستطيع أن أعرف مَن هم أو من أين!
وكان من شدة جمال هؤلاء الأضياف؛ أن النبي إبراهيم بعد أن سَّلم عليهم؛ ذهب على الفور إلى أهله وذبح عجلاً صغيراً ثم شواه على حجارة مشتعلة كرماً لهؤلاء الرجال المنعمين كما يبدو عليهم. ثم قدم إبراهيم عليه السلام العجل المشوي إليهم.. ولكن الأضياف لا يأكلون..
فلما قدمه إليهم ورآهم لا يأكلون؛ تعجب لفعلهم وخاف منهم.. فقالوا له:
_ لا تخف ! فإننا ملائكة ربك.
وكانت امرأة إبراهيم تشاهد هذا الموقف؛ فضحكت من زوجها إبراهيم بسبب خوفه منهم وعدم تميزيه لهم بأنهم ملائكة… فقال الأضياف متجهين بالكلام نحوها:
_ إنا نُبشركِ بمولود لكِ.
فأقبلت عليهم وهي صائحة ثم لطمت على وجهها.. ومتعجبة جداً قالت:
– يا ويلتاه ! وهل تلد المرأة العجوز؟
فأجابوها بأنه كذلك قال الله.. وكل ما قاله الله؛ فلا بد أن يقع.
قال الخليل إبراهيم:
_إنني قد صرت شيخاً كبيراً.. وصارت زوجتي عجوزٌ عقيم! فعلى ماذا تبشرونِ؟
فقالوا له:
_ أولست تعلم أن الله قادرٌ على كل شيء! فعليك إذاً أن لا تكن ممن قنطوا من رحمة الله!
فقال لهم:
_ وهل يقنط من رحمة الله إلا القوم الذين ضلوا؟
وبعد أن اطمأن قلب إبراهيم وهدأ روعه؛ بدأ يسألهم عن أمرهم وعن سبب قدومهم.. قال:
_ فما خطبكم أيها الملائكة المرسلون؟
أجابوه قائلين:
_ إننا قد أُرسلنا لكي نُهلك قوم لوط.
فأخذ إبراهيم يُجادلهم في قوم لوط وتعذيبهم.. كيف لهم أن يُعذبوهم؟ أوليس فيهم من يؤمن بالله؟ فكيف لهم إذاً أن يُعذبوا من يؤمن بالله؟!!
فأجابته الملائكة قائلين:
_ما فيهم مؤمنين قط ..
فقال لهم الخليل إبراهيم:
_ إن لوطاً معهم في القرية!
فأجابته الملائكة قائلين:
_ نحن أعلم منك بمن في تلك القرية..
ثم قال اللهُ لإبراهيم معاتباً.. ولكنه عتب من الخليل لـ خليله:
“يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ “