الروضة 4: ماهي مداخل الشيطان نحو الشذوذ؟
(هذا المقال فيه تركيز أكثر على المفعول بهم)
الجواب:
⇐ شعور الإعجاب من المداخل الكبرى التي يتخذها الشيطان اللعين للإيقاع في فاحشة اللواط؛ فمثلاً:
أحد االشواذ يرى أحد الأشياء أمامه مثلاً؛ فيُعجب بها.. ولكن هذا الإعجاب لا يسري في مجراه الطبيعي الذي يجري في أنفس الناس جميعاً؛ لأن الإعجاب عند الشاذ يُحدث تغييراً _ولو طفيفاً_ على الجسد.. ومعلوم أن هؤلاء الشواذ مجروحون في مكان شديد الحساسية عن غيره في الجسم وهو موضع العورة. ومعلوم لدى الجميع _أيضاً_ لما هو شديد الحساسية؛ لأنه يُعد من السوءة وفيه مجال لكي يكيد الشيطان ويذهب بالناس إلى أدنى الدناءة وأرذلها وأشدها لعنة وأوسعها ظلماً ومهانة.
فلمَّا كان الإعجاب يحدث تغييراً على الجسد؛ كان أول المستقبلين لهذا التغير في الجسد_عند الشواذ_ هو مكان الدبر والسوءة.. وحينئذٍ لا يسري الإعجاب في جسدهم مسراه المعروف لدى الناس جميعاً!
ولمعرفة المسار الطبيعي الذي يسلكه الإعجاب في أنفس الناس جميعاً؛ يجب معرفة أولاً كيف يأتي الإعجاب؟
كيف يأتي شعور الإعجاب؟
⇐الجواب:
الظاهر المعروف أن شعور الإعجاب ينتج من خروجٍ عن المألوف المعتاد.. وكيف أنه تم وحصل وأنه على غير العادة.. وأن المتعجب ليس فيه أو عنده ما تعجب له، وكل ذلك يحدث تغييراً ولو طفيفاً على الجسد واستقراره.. وهذا هو الإعجاب.
(ولا يهم إن كان إعجاباً أو انفعالاً أو غضباً أو غيره مما يحدث تغييراً على النفس واستقرارها، وإنما المهم معرفته هو أن أول المسقبلين لهذا التغير في جسد الشاذ؛ هو موضع الدبر.. أو موضع الشهوة عموماً.)
المسار الطبيعي للإعجاب
♦ الواجب المفروض حصوله أن الذي يسري في النفس لرؤية ما تعجب له أن يكون:
أ_ فإما تقدير لمن قام بهذا العمل ومحاولة فعل مثله أو عدم الفعل.. فقط تقدير.
ب_ وإما لا مبالاة؛ فالنفس أسمى من أن تدخل في مقارنة فيما لها وعندها مع ما عند غيرها، فهي راضية مرضية بما لديها وعندها.
ج_ وإما إثارة وقيام شهوة لما رأته النفس من فتنٍ وإمالة مُميلة.
د_ وإما حب شيء عند أحدهم تمنت النفس وأحبت أن تمتلك مثله أو تكون في مثل مكانه.
هـ_ وإما أن تكون لا مبالاة ولا اكتراث؛ فما مثل هذا يستحق الاعجاب لا بشيء يسيرٍ أو كثير، وأن النفس أسمى من أن تتوقف وتتعجب وتتمنى شيء كهذا.
ومن أمثال ما سبق يأتي للنفس ما تعجب له.. فيأتي علي الجسد تغييراً يسري مسراه العادي عند الناس جميعاً.. ولكن عند الشواذ؛ فإن الأمر ليس كذلك.. فإن هناك كيد من الشيطان أَلبس عليهم مشاعرهم جميعاً.
ولما كان موضع الشهوة والعورة هو الـمُستقبِل شبه الوحيد للتغيير الذي يُسببه شعور الإعجاب؛ كان في استقباله هيجان يمحو أي شعور أو إحساس آخر في الجسد.. ويبقى فقط هذا الهيجان.. وعندها تماماً يبدأ الشيطان كيده.. فيتحول أي إعجاب إلى تفكير ذميمٍ.. ومن ثم تذكير بالقرب والوصل وحاجة في التخلص من الألم والهيجان.. ومن ثم يفتح إبليس سبيلاً للتخلص من ذلك الهيجان هو بإيجاد أحد لكي يمتطي، وتكون الصورة لدى الشاذ كالتالي إذا حدث إعجاب:
“حالة شبه مستقرة ونفسية عادية.. ثم رؤية شيء يدعو للإعجاب، أو شيء يأتي لرؤيته أو سماعه تغييراً على النفس _ولا يهم ماهو تصنيفه أو صنفه_.. فيكون أول المستقبلين هو مكان الدبر والسوءة.. فيهيج هذا المكان.. فحاجة للتخلص من هذا الهيجان.. فإيحاءات وتصورات من الشيطان اللعين بأن التخلص منه؛ إنما هو باللواط.”
ولبئس السبيل هو!
كيف تكون وسوسة الشيطان في حالة شعور الإعجاب؟
♦ الجواب:
تكون البداية برؤية شيء يدعو للإعجاب.. ومن ثم تكون وسوسة الشيطان كالتالي:
“ ماهذا؟!
إنه هيجان في الدبر! نعم نعم.. لقد حدث لك في ما مضى كذا وكذا من امتطاء وغيره.. بالفعل لقد كان هناك قرب ووطئة جميلة وممتعة. وبالامتطاء سيكون التخلص من هذا الهيجان أيضاً.. جميل! قربٌ وإيجاد أحد لكي يمتطي.. لقد زال بالامتطاء والركوب..
ثم بعد حين؛ هيجان مرة أخرى!! إذاً أنت صرت واحداً من هؤلاء المثليين.. لا يهم؛ فهذا طبيعي وموجود حتى في الطبيعة.. وهكذا خلقكم الله يا جميلة!
ثم ألا ترى أن الأمر صار عندك كشهوة؟ جميل ذلك الشعور وصرف الهيجان بهذه الوضعية وتلك أيتها الجميلة.. أوووه.. جميل!“
ثم يأخذ الشيطان يوسوس ويهمز بألفاظ النساء وملامحهن وتعابير وجوههن حين المعاشرة الزوجية.. وكل ذلك في حالة من الفكر ذميمة مظلمة!
وكل ذلك في وحي بين الشاذ والشيطان.. يُوحونه فيما بينهما حتى خرج ماخرج من أفعال وظلمات الشذوذ..
“يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً.. ولو شاء ربك ما فعلوه.. فذرهم وما يفترون”
الشذوذ والانحراف ليس أصيلاً أو متأصلاً عند من يشعرون به
كل ما ذُكر كافٍ لإخوتنا الشواذ حتى يعرفوا أنهم ليسوا في شيء مما قالوه عن أنفسهم وثـبَّتوه عليها وأصلوه فيها.. وليستبينوا وليعلموا كيف هو سلطان الشيطان عليهم؛ غير أنه ما من سلطان له عليهم؛ إلا إذا جعلوا له سلطاناً عليهم.. وحينها يكونوا ظالمين حقاً؛ لأن الشيطان عدو لبني الإنسان جميعهم.. عدوٌ فماذا ينتظرون منه؟!
وهذا كل ما في الأمر جميعه.. فالـ تصدقوني يا إخوتي الكرام!