ما هو السبب في مشاهدة الأفلام الجنسية؟
الإجابة الأولى التي قد تتبادر إلى الأذهان؛ أن “المتعة” التي تحتويها تلك الأفلام هي السبب الرئيسي في مشاهدتها والإقبال عليها، لأنها _بالطبع_ مكان لرؤية أكثر الأشياء سرية _وهي محاسن الجسد وعوراته_ وأكثر الأحداث تشويقاً _وهي الجماع والقرب_.
إلا أنه إذا ما أمعنا النظر وتعمقنا قليلاً في التفكير عن أسباب مشاهدة الأفلام الجنسية؛ فإن “الضيق”، “الفراغ” و “الملل” قد يزاحموا “المتعة” في صدارتها لـ السبب الرئيسي في مشاهدة تلك الأفلام.
غير أنه إذا ما بحثنا حقاً عن السبب في المشاهدة؛ فإننا سنصل إلى سبب آخر غير تلكم الأسباب جميعاً.. سبب قد يجعل كل تلكم الأسباب كاذبة، وذاك هو “عدم إدراك وجود الله“..
(وإننا إذ نقول بذلك؛ لا نتجاهل التساؤل والتعجب _ولربما حتى السخرية_ التي ستُصيب حضرات القراء من إقحامنا وربطنا مسألة “وجود الله” سبحانه مع مشاهدة الأفلام الجنسية، إلا أن التساؤل والتعجب لربما سوف ينجلي بمعرفة الله عزَّ وجلَّ، وقيوميته، وحرماته ومحارمه.. وبمعرفة ذلك؛ سيفضل المشاهدُ الموتَ على أن يقرب تلك الأفلام اللعينة حتى لو كانت شهوته مشتعلة، أو كان متضايقاً، أو كان يشعر بالملل والفراغ)
فعدم إدراك وجود الله؛ قد جعل الناس تستهين بهذا الفعل العظيم.. وهو مشاهدة الأفلام الجنسية.
وعدم إدراك وجود الله جعلهم لا يتستطيعون منع أنفسهم عن مشاهدة الإباحية حيث أصبحت من الأشياء اليومية التي اعتدوا عليها.
وعدم إدراك عظمة الله ووجوده مع الناس؛ هو الذي جعلهم يُشاهدونها بعيداً على انفراد، أو جعلهم يزيدون على ذلك فيُشاهدنها علانية مع أصدقائهم وقد انقطع عنهم الحياء.
وعدم إدراك وجود الله؛ هو الذي جعل الناس تزعم بأن الفراغ هو السبب في المشاهدة.. غير أنهم يعلمون جيداً بأنه حتى وإن كانوا مشغولين؛ فإنهم بالتأكيد سيوفرون بعض الوقت لمشاهدة تلكم الأفلام.
وعدم إدراك وجود الله أيضاً؛ هو الذي جعلهم يستحلون النظر إلى النساء ولا يغضون أبصارهم _في المقام الأول_؛ فتشتعل شهوتهم ويذهبون مباشرة نحو تلكم الأفلام ويحمدون الله على وجودها حيث أنها قد أطفأت لهم شهوتهم المشتعلة!
وهكذا.. صار عدم إدراك وجود الله أن جعل الناس يستحلون أشد الأعمال إجراماً وحرمانية.. وهي استحلالهم واستمتاعهم بمحارم الله وحرماته وهي تُنتهك أمامهم.