نظام الكواكب لا يحتاج إلى تنظيم، وكيان العناصر لا يحتاج إلى تكوين.. هذا من أقوال الملحدين!
ومما يزعمه الملحدون الماديون في إنكارهم وجود خالق للأكوان؛ هو قولهم بأن نظام الكواكب لا يحتاج إلى تنظيم، وأن كيان العناصر وقوامها وشكلها لا يحتاج إلى تكوين، وأن طبائع المادة وما هو طبيعي فيها كافٍ وحده لفهم هذا النظام وتفسير ذلك الكيان.
فالمادة الحامية الملتهبة تتحرك.. والحركة تشع حرارة.. ومتى حدث الإشعاع من تلك المادة الملتهبة الحامية؛ فإن الحرارة تقل في بعض الأجزاء وتختلف بينها درجة البرودة، مما أدى إلى أن ينشق بعضها عن بعض.. ووجب بقانون الحركة المركزية أن يدور الصغير حول الكبير ويصمد على الدوران.. وهكذا تحدث المنظومات الشمسية وتثبت الثوابت وتدور السيارات حولها بحساب يوافق اختلافها في الحجم والسرعة والمسافة ودرجة الإشعاع.
ويقولون إن العناصر تتركب من نواة وكهارب وإلكترونات.. ولا يعقل العقل إلا أن تكون نواة وإلكتروناً وكهرباً واحداً أو نواة وكهربين أو نواة وثلاثة كهارب أو أربعة أو خمسة إلى آخر ما تحتمله قوة النواة على التماسك والاجتذاب.. وكلما اختلف عدد الإلكترونات والكهارب حول النوة؛ ظهر في المادة عنصر جديد بالضرورة التي لا محيص عنها، وليس هنالك سبب غير هذا السبب لتعدد العناصر والأجسام.
السؤال هنا!
⇐ ما هو الجديد في ذلك؟ إن هذه الأقوال جميعها؛ هي التي يقول بها المؤمنون بالله الخالق.. والملحدون لم يأتوا بشيء جديد! بل إنهم حصلوا الحاصل وفسروا الواقع المحسوس بالواقع المحسوس.
الملحدون يُحصِّلون الحاصل ويُفسرون الواقع المحسوس بالواقع المحسوس
ومن تطاول الماديين العجيب وجرأتهم؛ أنهم يأتون إلى ما قد أقره “الخالق الـمُريد” بأنه هكذا خلق المخلوقات وأوجد الكائنات؛ ومن ثَـم يقتصونه وينسبونه إلى آلهتهم التائهة المجهولة.. ويأخذون في تحصيل الحاصل الذي هو من إيمان المؤمنين والذي عـلّـمهم إياه “خالقهم”، ويُفسرون الواقع المحسوس _والذي يؤمن المؤمنون بأنه من خلق الله_ بالواقع المحسوس.
ونحن نتعجب على تحصيلهم للحاصل! ويكأن المؤمنين الذين يؤمنون بالخالق؛ يعتقدون خلاف ما يقرّه الواقع الذي نراه.. ويكأن الخالق الذي يؤمنوا به المؤمنون؛ قد انتهج سبيلاً للخلق غير ما نراه أمامنا رؤيا العيان بالتجربة والقياس والمشاهدة والاستقراء! بل إننا لربما لم نستطع وأخطأنا في تقدير بعض التجارب والنظريات، ولربما توصلنا إليها أو سنصل إليها أو لن نصل إليها؛ إلا أن الله الخالق قد أحاط بكل شيء علماً.. وأن كل شيء قد أحطنا نحن به علماً؛ ما كان إلا بمشيئة الله؛ لأنه علم الله..
“ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء”
والخالق المُريد قد أمرنا بأن نُنقب فيما حولنا ونبحث؛ فنرى كيف بدأ الخلق ونكتشف.. فنزداد إيماناً وتثبيتاً.. فنزيده هو تعظيماً وتوقيراً وتسبيحاً..
“قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق”
“أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”