tawasoul@ezzhaq.com

أوليس الله قادراً على أن يمنع الإباحية؟


مال صاحبي برأسه جانباً وأخذ يُفكر.. ثم قال:

_أوليس الله قادراً على منع الإباحية؟ فلماذا لا يمنعها سبحانه ويكف الناس عن انتهاك حرماته ومحارمه وينتهي الأمر؟

فقلت له مبتسماً:

_ هذه بالضبط هي كلمة كل أحد يعبد غير الله.. وكل أحدٍ يعصي الله.. وكل أحد ينام ويكسل عن فعل الخير والصالحات!

فالذي يعبد غير الله؛ يقول لو شاء الله لم أعبد غيره.. والذي يفعل الذنوب والمعاصي؛ يقول لو ربنا هداني وعرّفني الطريق لكنت إذاً من الصالحين المهتدين.. والذي ينام ويكسل عن الطاعة والخير؛ يقول لو شاء الله لجعلني أُصلي وأيقظني وألزمني بفعل الخير.

فقال لي صاحبي:

_ إذاً.. ولماذا لا يهدي الله  كل الناس وينتهي الأمر ولن يكون هناك مزيداً من التعب والمجادلة وفعل الناس للمعصية؟!

فقلت له:

_ولماذا لا تسأل: لماذا لم يدخلنا الله الجنة وينتهي الأمر؟

قال صاحبي مبتسماً:

_ولماذا لم يفعل ذلك صحيح؟

فقلت له مبتسماً:

_ لو شاء سبحانه لأدخلنا الجنة من غير وجود تلك الدنيا..

فاقتطعني صاحبي قائلاً:

_طيب.. ولماذا لم يفعل ذلك؟

قلت له في هدوء:

_لأنه يريد أن يختبرنا وينظر إلى أفعالنا في هذه الحياة التي خلقها.. فأعطانا مطلق الحرية في فعل ما نشاء وما نريد.. ومن ثم سيُحاسبنا على مشيئتنا تلك وحريتنا.. فإن كانت أفعالنا خيراً وإصلاحاً فسوف تكون الجنة لنا.. وإن كانت غير ذلك من الفساد والتخريب؛ فنحن عبيده إن شاء عذبنا وإن شاء رحمنا.

“وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”

 


الحياة مليئة بالابتلاءات والفتن ولن يستطيع أحد التوقف عن  الذنوب!


قال لي صاحبي:

_ولكن هذه الحياة مليئة بالابتلاءات والفتن التي كثيراً ما يصعب تحملها.

أجبته قائلاً:

_نعم.. كلامك صحيح! وهناك ابتلاءات تزلزلنا وتكاد أن تعصف بنا من شدتها.. لكن الله من رحمته أمرنا بالاستعانة به في كل شيء.. فعرّفنا أننا “بشر” نُصيب ونخطئ..  نُخطئ فنستغفر الله؛ فيغفر الله لنا.. وأننا لو لم نكن نُخطئ ونفعل الذنوب؛ لأذهب الله بنا ولأتى بخلق جديد يُذنبون فيستغفرون الله؛ فيغفر الله لهم.


‏الله يُحب العبد الذي يُذنب فيستغفره


قال لي صاحبي مستفسراً:

_ وهل الله سبحانه يُحب العبد المذنب؟

قلت له:

_ نعم بالطبع! فـ سبحانه يُحب كثيراً العبد الذي إذا أذنب؛ استغفر من ذنبه.. استغفر من ذنبه؛ فيغفر الله له.

خرّ صاحبي برأسه وأسندها إلى صدره وقال مستغفراً:

_أستغفر الله..


الإباحية ممتعة ومثيرة.. والناس سوف  تعود إليها!


رفع صاحبي رأسه ومازلت أنظر إليه.. ثم قال:

_ولكن الإباحية ممتعة ومثيرة.. والناس سوف ترجع مرة أخرى تشاهدها!

 رددت عليه قائلاَ:

“فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم”

فقال صاحبي:

_وما معنى ذلك؟

فقلت له:

_معناه أنك إن وقعت في المعصية بعد أن توقفت عنها؛ فاعلم أن الله ما زال موجوداً معك وقد رأك ولكنه عزيز حكيم.. عزيز حكيم خلق الكون بهذه الطريقة لكي يبتليك ماذا تفعل.

قال صاحبي:

_كلامك جميل!

فابتسمت له قائلاً:

_واعلم يا حبيب! أن طاعة الله أجمل وأمتع من الإباحية.. وأنفع منها وأجدى.. وأصلح لجسدك وصحتك وأبقى.. وفوق ذلك؛ أنك ستجد حلاوة لتلك الطاعة في قلبك  ليس بعدها حلاوة.



 

مواضيع ذات صله :

ما هو السبب في مشاهدة الأفلام الجنسية؟

معرفه المزيد

كيف تتوقف عن مشاهدة الأفلام الجنسية؟

معرفه المزيد