الإباحية شقاء وغم
قال لي صاحبي:
_والذين يشاهدون الإباحية أيضاً؛ سوف تتحول حياتهم إلى حياة تعيسة مليئة بالشقاء والغم.
قلت له:
_أكيد بالطبع؛ فهي معادلة بسيطة جداً يا صاح! شاهد الإباحية؛ تتحول حياتك إلى حياة تعيسة مليئة بالشقاء والغم.. متعة خادعة في الأول؛ ثم يأتي بعدها الشقاء والغم.
وخذ في حسبانك يا صاح! أن الذين يشاهدون الإباحية سوف يسلبهم الله نعمة المتعة الحلال التي تأتي بعدها الراحة.. المتعة الحلال التي لن يجدوها حتى وإن كانت تحتهم ملكات الجمال؛ لأنهم ببساطة قد أسرفوا في الإباحية وضيعوا متعتهم الحقيقية في غير محلها.. ومهما تزوجوا فلن يجدوا تلك المتعة التي يتطلعون إليها والتي يتذكرونها جيداً قبل إسرافهم في الإباحية؛ لأنها قد سُلبت منهم.. سُلبت منهم ولا يحق لأي أحد أن يلوم إلا نفسه.
سوف يسلب اللهُ المنتهكين متعة الهناء والذوبان مع زوجاتهم
قال لي صاحبي :
_ أوبالفعل سوف يسلبهم الله متعة الهناء مع زوجاتهم؟
قلت له:
_نعم بالطبع يا صاح! وتلك هي نتيجة المعادلة البسيطة.. نتيجتها أن يعيشوا في شقاء وغم بسبب ما صنعت يداهم.. وسيكونون في دوامة البحث عن المتعة التي ضاعت منهم.. وسيحاولون بكل الطرق إرجاعها ولن يستطيعوا ذلك.. وستتحول حياتهم إلى حياة مزرية بائسة؛ فهم لن يجدوا ما يشبعهم من زوجاتهم؛ لأنهم فقدوا اللذة بعدما استقبلت أدمغتهم كمية مهولة من المشاهد والمناظر الخليعة التي لن تجتمع لهم.. وإذا ما اجتمعت لهم؛ فلن يقدروا عليها. ثم إن زوجاتهم في الأصل لن تشعر بالشبع والإرضاء منهم؛ لأنهم لربما فقدوا القدرة على الجماع في كثير من الأحيان.. فقدوا القدرة بعدما ضيعوها وأسرفوها أمام الإباحية.. وهذا هو الإسراف، ومع الإسراف يكون الضياع.. ومع الضياع يكون النكد والضنك..
“ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً”
الإباحية تجلب التعاسة وتُزيد الضيق
أخذ صاحبي يفكر قليلاً ثم قال:
_ ولكن الناس سوف يملّون الكلام.. سيملون الكلام ويعودون إلى مشاهدة الإباحية مرة أخرى لكي يذهب عنهم الضيق!
قلت له:
_ومن الذي قال أن الإباحية هي التي تصرف الضيق وتجلب السعادة؟! بل إن الناس يذهبون إلى حتفهم عندما يذهبون لمشاهدة الإباحية.
المخرج من الضيق والهم؛ هو أن تدعو الله
قال لي صاحبي:
_وما هو تعريف الضيق في نظرك يا حبيب؟
أجبته قائلاً:
_الضيق يأتيك بسبب أنك لم تحصل على شيء تريده وكنت تفكر فيه وتتمناه.. أو يأتيك عندما يمس أحدهم كبرك وشخصيتك ويحاول أن يؤذيك ويهينك.. أو أن الضيق يأتيك فجاءة من دون أن تعرف السبب.
قال لي صاحبي:
_طيب.. وما هو المخرج من الضيق؟
فقلت له:
_لا يوجد مخرج حقيقة للضيق والهم إلا أن تدعو الله بما علمنا أن نقوله.. وقد وردت أدعية كثيرة للصالحين يطلبون فيها من الله سبحانه تفريج الهم والكرب.
قال صاحبي:
_وهل لو دعوت الله بتلك الأدعية؛ سوف يذهب الضيق بعيداً عني؟
قلت له:
_ سواء أنك قلت تلك الأدعية أو لم تقلها؛ فإن الله من رحمته سوف يُنجيك من الضيق ويُذهبه عنك.. والدليل على ذلك؛ أن الضيق لربما ذهب عنك فجاءة.. والله وحده من رحمته هو الذي أذهبه.
“قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون”
وإنما جعل الله الدعاء؛ لكي نتقرب منه أكثر.. نتقرب منه وكم أننا محتاجون إليه! وبالرجوع إلى موضوع الإباحية؛ فإن الإباحية لا تُصرف الهم والضيق كما رأينا.. بل إنها تُوجب المزيد من التعاسة والغم.