علاج الشذوذ 4: الاعتزال قليلاً عن الناس
نرى أن الاعتزال قليلاً عن الناس أولى وأجمع لقلوب أحبتنا في طريق علاجهم..
ومن لم يرغب من إخوتنا في الاعتزال؛ فما هو إلا قائد خبير من العتاة.. من العتاة الخبراء الذين يقودون جيشاً من أقوى الرجال وأشدهم بأساً والمعروفين بإيمانهم المتين وشجاعتهم وأخلاقهم الحميدة.
ومن أحب من إخوتنا الشواذ أن يعتزل قليلاً؛ فليعتزل ولا بأس حتى يعتاد على أنه مجرد اضطراب في الشهوة وهيجان فيها.. اضطراب وهيجان يأتي ويزول سريعاً جداً حتى يكاد أن لا يُلاحظه إلى أن يزول نهائياً.. ومن ثم يحيى غير مكترث للهيجان أو للشيطان.. ويعود حامداً وشاكراً الله على أنه خلقه وأنجاه مما كان فيه ولم يعذبه في الدنيا قبل الأخرة.. أنجاه وهداه شهوته المستقية وإلى نوره وتاب عليه.
نصائح في طريق العلاج من الشذوذ:
♦ تغيير الطريق الذي اعتدت أن تمشي منه حتى يسهل عليك تجاوز أفكار الشذوذ التي كانت تأتيك عندما كنت تمر من هذا المكان أو ذاك الطريق، والأفضل لك أن تغيير مكان السكن إن أمكن ذلك.
♦ إلغاء كل صداقاتك السابقة حتى يسهل عليك أيضاً ما أسلفناه.
♦ إلغاء اشتراك الانترنت.
♦ حاول وأنت في عزلتك أن تدرب نفسك على التوقف عن التفكير في الرجال والولدان، والبدء في التفكير في النساء وفي جمالهن، حتى إذا قامت شهوتك قامت ناحيتهن؛ لأن أمر الشذوذ برمته؛ إنما هو نابع عن التفكير والوساوس التي أثّرت في جسدك ولم تنفك عنك إلا وقد جعلتك شاذاً.. ولذلك؛ عليك أن تُجهد نفسك على التفكير في النساء، حتى تتغير ميولك من غير ما تشعر بإذن الله الحيي (من الحياء).. فكما تسببت لك الوساوس والأفكار في الشذوذ؛ فاجعلها أيضاً تُرجعك إلى الاستقامة.
♦ حاول أن تمارس الرياضة وأن تنظر _مع احترامي للجميع_ إلى عضوك الذكري (قضيبك) كثيراً. وأن تتخيل نفسك أمام النساء وجمالهن ومحاسنهن وأنت تنظر إلى قضيبك، وكل ذلك في محاولة لتغيير ميولك كما أسلفنا.
♦ أكثر من القراءة عن الصالحين والفوارس الباسلين.. وافتح القرآن واقراءه بقلبك وابحث عن معانيه إن وقف شيء أمامك.
♦ المحافظة على الصلاة حتى لو تقطعت إرباً، والجاء إلى الله الرحيم الحيي (من الحياء)، واسئله أن يُنجيك مما أنت فيه؛ لأنه هو القادر على ذلك وإن استحل عندك.. فالله ليس يستحيل عنده شيء، ولكنه خلق الحيوة من أجل الابتلاء ولكي ينظر ماذا أنت فاعل فيها.
♦ اجعل في نفسك هذا الحديث الصحيح عن النبي الجميل صلى الله عليه وسلم:
“لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ؛ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ (الناقة أو الجمل) بِأَرْضِ فَلَاةٍ (أرضِ جرداء مقفرة)؛ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ (ذهبت عنه) وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ (أيقن أن راحلته لن تعود إليه)، فَبَيْنَا (فبينما) هُوَ كَذَلِكَ ، إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا (الحبل حول رقبتها)، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ (شدة الفرح جعلته يُخطئ ولا يستوعب ماذا يقول)”.
♦ اعتزل عن الناس قليلاً واجعل في نفسك كل تلك النصائح وتذكرها.