tawasoul@ezzhaq.com

التطور والرمال المستخدمة في تشيد البناء


نستنتج من خلال النظر إلى منهج الملحدين؛ أنهم يُلزمون على الناس أن يصدقوا بأن الرمال المستخدمة في بناء البيوت؛ إذا ما تركنها لمدة من الدهر فإنه واجب _بالاستناد إلى أقوالهم_ بأن تُخرج من تلقاء أنفسها بيوتاً على أشكال مختلفة متنوعة مبهرة لمجرد الظن بأن كل هذه الروعة في البنيان وكل هذا التنوع والاختلاف يستحيل بأن يكون وراءه خالق ومبدع.. وإنما هو ناتج عن الرمال العمياء المجردة التي مرَّ عليها الزمان فتطورت وارتقت واستطاعت بقدرة منها أن تنتخب وتخرج كل أجزاء ذلكم البنيان.

ولا يهم إن ردّوا وقالوا:

_ إن هذا المثال باطل؛ لأن الرمال الجامدة لا يُعقل بأي حال من الأحوال أن تكون شبيه بالكائنات الحية التي كانت في البداية قبل وجود المخلوقات!

فلو أنهم ردّوا وقالوا ذلك؛ فإننا سنقول لهم:

_ مادمت صفة الخلق والصنع مصاحبة للأشياء الصغيرة؛ فإنه لازم ولابد كما أخرجت الكائنات المجهرية الحية أشكل الحياة المختلفة؛ فإنه لازم ولابد أيضاً بأن تُخرج الرمال الجامدة العمياء أشكال البنيان الجامد الأعمى المختلف أشكاله أيضاً.. فالحي يُخرج الحي مثله، والجامد يُخرج الجامد مثله.

ونحن لا ندري! هل الملحدون يزعمون بأن الرمال العمياء الصماء عندها القدرة للإنشاء والتعمير لمجرد أنها موجودة في البداية لكل إنشاء وبنيان؟!

‏‏


فإذا كانوا لا يقولون بذلك؛ فإليهم السبب وراء التشابه الذي في الأنواع والكائنات:


فأما عن السبب وراء التشابه الكبير بين الأنواع والمخلوقات والكائنات؛ فهذا إن دلّ؛ فإنما يدل على كمية القدرة والعلم التي عند الله؛ فهو قد استطاع أن يجعل الشكل الخارجي للمخلوقات متشابهاً جداً تماماً.. ثم فرق بين تلك المخلوقات في نفسها وفيما يصدر عنها.. وكل ذلك لم يجعل الله يتلخبط أو أن تختلط عليه الأوراق؛ فيقع بسبب عملية التشبيه هذه في الخطأ أثناء الخلق والتقدير.

وأما عن الطريقة التي خلق الله بها الكائنات؛ فهذا ما أمرنا أن نبحث عنه ونُثبته بالمعادلات والقياسات الصحيحة.. إلا أن الله قد عرفنا أيضاً بأنه قد استخدم في عملية الخلق أشياء لا علم لنا بها ولن يكون لنا علم بها.. وتلك هي الروح.. الروح التي إذا سُحبت من مخلوق ومات؛ لم تستطع تحريكه.. ولكن بالروح التي فيه يتحرك بدون الشعور بأي صعوبة.


سؤال عقيم إلى الملحدين


لماذا إذا كانت البيئة المحيطة بالكائنات الحية لم تتغير منذ أن كانت؛ ما الذي سيضطر  تلك الكائنات لأن تتغير؟ فالأكل مازال هو الأكل.. والشرب مازال هو الشرب.. والهواء والتنفس مازال هو بعينه الهواء والتنفس.. والأهوال وسفك الدماء مازال كما هو.. وكيفية التناسل والجماع مازالت هي الكيفية.. والوله والرغبة قبل الجماع عند الحيوانات مازال كما هو.. والود والحب والعشق أثناء الجماع ما زال كما هو أيضاً.. وحب الأم لولدها وعطفها عليه مازال كل ذلك كما هو.. فمالذي جعل المخلوقات ترتقي وتنتخب وتتغير إذا كان كل ما حولها لم يتغير وكيفيته مازالت هي الكيفية؟

ولو فرضنا أن الارتقاء والانتخاب والتطور حق فعلاً _وما هو بحقٍ أبداً_؛ فلماذا لم تسطع تلك المخلوقات البلهاء الحمقاء بقدرة منها وحسن تدبير؛ أن تنجو من الآلم والابتلاءات والمحن والصعاب والقتل والنجاة بنفسها؟ ولماذا أيضاً لم تستطع بقدرتها الفعالة أن تجد حلاً لذلك الموت اللعين الذي يُصيبها فيفرق الأحباب ويجيء بالآلم  وإدماء القلوب؟

أم أن تلك المخلوقات ما هي إلا مخلوقات بلهاء حمقاء لا قدرة لها على شيء مغلوبة على أمرها، وأن هناك من يتحكم فيها ويُكسبها صفاتها وما نجده فيها؟



مواضيع ذات صله :

بعض الحجج التي يتخذها الملحدون

معرفه المزيد

المؤمنون بالله ينسفون أقوال الملحدين

معرفه المزيد