tawasoul@ezzhaq.com

العفة


‏ومن أصناف الناس الذين قد يختلف عندهم أسباب الشعور بالضيق؛ أولئك الذين يتمنون أن يعفّوا أنفسهم وأهليهم وأن يُغنَيهم الله من فضله.. وهؤلاء لا نقول في حقهم شيئاً.. وكيف لنا أن نقول شيئاً؛ وهم إن كانوا خرجوا فعلاً لذلك؛ فهم إذاً حينها في سبيل الله..

وقد مرّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه؛ فقالوا:

‏_ يا رسول الله! لو كان هذا في سبيل الله؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

_”إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً؛ فهو في سبيل الله.. وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين؛ فهو في سبيل الله.. وإن كان يسعى على نفسه يعفها؛ فهو في سبيل الله.. وإن كان خرج رياء ومفاخرة؛ فهو في سبيل الشيطان”                        حديث صحيح

‏‏

ولكن احذر! فليس معنى أن تترك الصلاة والصوم، وتُلهيك الدنيا وتأخذك؛ ثم تقول بعدها أنك في سبيل الله.. بل حينها ستكون في سبيل الشيطان.

 

والأولى لك في كل الأحوال؛ أن تعلم أن الغنى إنما هو غنى النفس.. وإذا أردت المزيد من الخير؛ كان عليك أن تدعو بما علمك الله أن تقول:

“ربنا ءآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”

وأن الأمر في هذه الحياة؛ إنما هو أمر إيمان وتقوى:

“ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون”