القصاب والجارية
وحُكي لنا:
“أنَّ قصاباً _رجل يجمع عيدان القصب_ أولع بجارية لبعض جيرانه.. ومرة أرسلها أهلها في حاجة لهم إلى قرية أخرى.. فتبعها وراودها عن نفسها؛ فقالت له: لا تفعل لأني أشد حباً لك منك لي.. ولكني أخاف الله!
قال:
_ فأنت تخافينه وأنا لا أخافه؟!
فرجع تائباً.. فأصابه العطش حتى كاد يهلك.. فإذا برسول لبعض أنبياء بني إسرائيل؛ فسأله فقال:
_ ما لك؟
قال:
_ العطش.
قال:
_تعال حتى ندعو الله بأن تظلنا سحابة حتى ندخل القرية.
قال:
_مالي من عمل صالح فأدعو؛ فادع أنت.
قال:
_أنا أدعو وأمِّن أنت على دعائي.
فدعا الرسول وأمَّن هو.. فأظلتهما سحابة حتى انتهيا إلى القرية.. فأخذ القصاب في طريقه فمالت السحابة معه؛ فقال له الرسول عليه السلام:
_زعمت أن ليس لك عمل صالح، وأنا الذي دعوت وأنت الذي أمنت؛ فأظلتنا سحابة ثم تبعتك.. لتخبرني بأمرك!
فأخبره.. فقال الرسول:
_إن التائب عند الله تعالى بمكان ليس أحد من الناس بمكانه.
___________________________________
وورد أن أحد الصالحين _وهو الفقيه سليمان بن يسار_ دخلت عليه امرأة إلى منزله وسألته نفسه؛ فامتنع.. وخرج هارباً من المنزل وتركها فيه.
تلك هي أفعال الصالحين وسيرتهم.. وخوفهم لمقام الله والمساس بمحارمه وحرماته ورجاءهم وقاراً له سبحانه واتقاءهم النار والنجاة بأنفسهم منها.