tawasoul@ezzhaq.com

المثلية الجنسية موجودة في الطبيعة


قال صاحبي للرجل الشاذ:

_كيف هي حالك ؟

قال الشاذ:

_ بخير والحمد لله.. كيف حالك أنت ؟

قال صاحبي:

_بخير الحمد لله.. _سكتّ صاحبي هنيهة ثم واصل قائلاً_ سمعت أنك لواطي !

فحاول الشاذ أن يُخفي حياءه؛ لأنه يريد أن يُظهر أن أمر الشذوذ أمر عادي.. فقال:

_نعم.. ثم إن اسمه “مثلي جنسي” وليس لواطي كما تقول أنت.

 

فقال صاحبي:

_أولست تستحي من ذلك؟

قال الشاذ:

_ لا! أنا لا أستحي من ذلك لأن الله هكذا خلقنا.. والمثلية الجنسية أصلاً موجودة في الطبيعة.

فقال صاحبي له:

_كيف لا تستحي من نفسك وأنت رجل تفعل ما تفعله ؟!

قال الشاذ:

_هكذا هي طبيعتي.. وهكذا خلقني الله.. ثم إن هذا ما تُريده نفسي.

قال صاحبي:

_أولا يوجد عندك خجل من ذلك.. أنت رجل.. هل تعلم ما معنى رجل؟ ألم تنظر مرة في المرآة من قبل فترى رجلاً من الممكن أن يهدّ الجبال؟

قال الشاذ:

_وأنا أقول لك أننا هكذا نحن مخلوقين وهكذا هي طبيعتنا.. أولا تفهم؟

قال صاحبي:

_ أنت ترغب من الرجال الآخرين بأن يمتطوك.. أن يمتطوك ولا مانع عندك! هل تدرك ذلك؟

قال الشاذ:

_وما هو المانع.. قل لي؟! أنت تحب أن تقضي شهوتك هكذا.. وأن أحب أن أقضيها بهذه الطريقة!

قال صاحبي مذهولاً:

_يا رب السماء !

قال الشاذ:

_ نعم كما قلت لك! كل واحد منا حُرّ في قضاء شهوته كما يشاء.. والمثلية الجنسية أصلاً ليس فيها شيء.. فهي علاقة حب بين شخصين يواجهان مشاكل في تقبل النوع الآخر.. وما دام هناك حب؛ فإن الله سيكون موجوداً معهما بسبب هذا الحب.

قال صاحبي:

_ وما الدليل على صدق ما تقول؟

ضحك الشاذ ومستهزءاً قال:

_ دليل ماذا! الإنسان لا يحتاج إلى دليل لكي يفعل ما يحلو له.. يكفي فقط أن تُحب الشيء لكي تفعله..

قال صاحبي:

_ طيب وماذا عن الذين يتمتعون باغتصاب الأطفال وانتهاكهم؟ فإنهم أيضاً يحبون هذا الفعل ويحلوا لهم.. فهل هذا يُعتبر دليل على جواز انتهاك الأطفال؟

ردَّ الشاذ قائلاً:

_هذا قياس فاسد وباطل يا صديقي.. لأن هؤلاء الرجال مرضى؛ لأنهم يعتدون على أطفال لا يعرفون شيئاً.. وأما المثلية الجنسية؛ فهي بين الكبار الذين يدركون ما يفعلون.

قال صاحبي:

_ فما رأيك في المحارم الذين يتمتعون بـزنى بعضهم؟

نظر الشاذ عن جانبه يُفكر.. ثم أجاب قائلاً:

_ مهما يكن يا صديقي.. فإن المثلية أو الشذوذ واللواط كما تسميه؛ ناتج في الأصل عن عوامل جينية وهرمونية ونفسية عند الإنسان.

قال صاحبي:

_ طيب وماذا عن ذاك الشخص الذي كان يستمتع بالفاحشة مع الفتيات والفتيان؛ ومن ثم يقتلهم ويشوه صورتهم؟ أولا يُعتبر هذا نتيجة عوامل جينية وهرمونية ونفسية عند ذاك الشخص؟

قال الشاذ:

_ لماذا تحاول ياصديقي أن تقارن المثلية، حيث الحب والرغبة التي تجمع بين شخصين من نفس النوع؛ وبين المرضى النفسيين والمجرمين؟

قال صاحبي:

_لكي أُثبت لك بأنك لا تمتلك دليلاً على فعلك اللواط.. بل أنت تتبع هواك فقط.

قال الشاذ:

_أنت معقد ومتخلف!  الدليل _يا من لا تفهم!_ أنه طبيعة فينا.. وأنت تستطيع أن تجد ذلك أيضاً في الطبيعة.. في كل مكان في مملكة الحيوان تستطيع أن تجده!

قال صاحبي مستغرباً:

_ مملكة الحيوان!! نحن مملكة الإنسان ولسنا مملكة الحيوان !

قال الشاذ:

_أنا أقول لك ذلك لكي أفتح لك عقلك الضيق وتفكيرك المحدود..  ولكي تعرف أن الإزدواجية بين الذكور والمثلية الجنسية أمر طبيعي وموجود حتى في الطبيعة.. وإذا نظرت إلى “الإوز الأسود” ستجد المثلية والإزدواجية.. وفي حيوان الزراف أيضاً سوف تجد المثلية والإزدواجية.. وفي الكلاب والحمير والأسود والدلافين والبط والجاموس الأمريكي سوف تجد المثلية الجنسية في كل تلك الحيوانات.

قال صاحبي:

_لقد ألبست الأمور في بعضها  حتى تجد لك مخرجاً لشذوذك وانحرافك.

قال الشاذ:

_كل ما ذكرته لك عن ازدواجية الحيوانات والمثلية الجنسية في تلك الحيوانات؛ هو مُثبت وموثق.

قال صاحبي:

_أنا أعلم كل ذلك.. ولكنها ليست إزدواجية أو مثلية جنسية.

قال الشاذ:

_هكذا أنتم.. مجموعة من المتخلفين، تُكذبون كل من يُخالفكم!

قال صاحبي:

_أنت تتكلم عن حيوانات.. حيوانات لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال مع الإنسان.. فهذه حيوانات لها سلوكياتها الخاصة ولا يمكن أن يُقاس الإنسان عليها.. بل الإنسان هو الذي يقيس نفسه على تلك الحيوانات ويستغرب من أفعالها.

قال الشاذ:

_مهما يكن ما تقول! فالإزدواجية والمثلية من الأمور الطبيعية جداً.

‏‏

قال صاحبي:

ومن الأمور الطبيعية جداً في عالم الحيوان أيضاً:

أن الإخواة والأخوات في ذلك العالم؛ يتزاوجون معاً ولا توجد مشكلة في ذلك.

وأن أنثى العنكبوت عندما تفرغ من معاشرة زوجها؛ فإنها تأكله من شدة الجوع.. وصغار العناكب عندما تخرج من البيض؛ فإنها تتجمع على أمها وتأكلها.

وذكر الأسد عندما يسيطر على مجموعة إناث جديدة؛ فإنه يقتل كل أشبال الذكر السابق ويمزق أجسادها الصغيرة.

قال الشاذ بعد هنيهة وقد أفحمه رد صاحبي:

_ما زلت تُصر على مقارنة المثلية بكل تلك الوحشية!

قال صاحبي:

_سبحان الله! أولست أنت من اتخذ الحيوانات مثالاً؛ فلماذا تهرب؟!!

قال الشاذ:

_أهرب من ماذا يا صديقي! ولماذا كل إصرارك هذا بشأن المثلية؟

قال صاحبي ولم تربكه مراوغة الرجل ومحاولة هروبه:

_ لأن ما أنت فيه لا أرضاه لأحد ولا أرضاه لنفسي.. ولذلك أريد أن أساعدك لعلك تخرج من اللواط والشذوذ.

قال الشاذ:

_ لا يهمني أن ترضى أو لا ترضى! فكما قلت لك أن هذه  هي طبيعتنا.. وأعتذر منك لأني أريد أن أذهب.

نظر صاحبي له وهو يتحرك.. ثم قال له بعد أن ابتعد خطوات منه:

_ولكن ما أنت فيه قد تسبب في خروج الإنسان من حياته الإنسانية إلى حياة مليئة بالظلمات حالكة السواد.. إلى حياة شبيه بحياة الشياطين.. وإلى كآبة وهمٍ وغم وعذاب مبين.. عذاب مبين تذوقه في نفسك من الداخل، واشمئزاز الناس منك إذا ما رأوك.. وإنهاء لمفهوم ومعنى الكرامة والشرف من قواميس البشر.. وفوق ذلك عذاب لا تستطيع أن تتحمله يأتيك في جسدك.. وهذا إن لم يكن بالفعل قد أتاك ولم تدري به بعد وستدري به بعد حين.