tawasoul@ezzhaq.com

المجهول واللاشيء وتوهان التفكير؛ هم الآلهة الجديدة في هذا العصر


والماديون لا يأتون بدليل ساطع يُلزمنا الإقناع! بل إنهم يُوجبون علينا من خلال منهجهم ومعتقدهم الذي لا يقوم على أية دلائل قاطعة؛ بأن نؤمن بأن التوهان والمجهول و “اللا شيء” هم الذين خلقوا كل شيء في هذه الحياة!!

وإنه إن يُقال لهم ءإتتوا بدليل على صدق ما تزعمون وتقولون؛ عجزوا ولم يستطيعوا.. وجُـلَّ ما قدروا عليه هو أن ينسبوا كل شيء في هذه الحياة إلى التخمين والرجم الذي يُسلمك في النهاية إلى التوهان و “اللاشىء”.. يُسلمك في النهاية إلى التوهان وكأنها أسطورة من الأساطير ليس لك فيها أن تسأل؛ بل تستمع إلى من يحكي دون اعتراض.


عقلية الملحدين هي نفسها عقلية قوم عاد قديماً


وهؤلاء الماديون ليسوا سابقين في هذا الزعم؛ بل إن القرون الأولى قد سبقتهم إلى نسبة كل ما يعترض كبرهم إلى المجهول وإلى “اللاشيء”.. فها هم قوم عاد! يقولون للنبي “هود” بأن ما هو فيه؛ إنما هو بسبب أن آلهتهم التي يعبدونها؛ قد اعترته وأحلت عليه أمراً سوءاً.. وأنهم لن يؤمنوا به مهما كانت بلاغة ما جاءهم به.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا!

ما هو نوع السوء الذي اعترى “هود” وحلَّ عليه؟ وهل هذه الآلهة حقاً فعالة وتعقل، وتضر وتنفع؟ أم أنها آلهة عمياء تائهة في المجهول ولها هالة حولها قد صنعها لها من يعبدونها.. أفعالها أفعال مجهولة ليس لها تعريف كأنها من أمثال الأساطير؟

‏‏

وهل بالفعل إذا كانت هذه الآلهة قد أصابت “هود” بسوء؛ أولم يكن من باب أولى أن تُصيبه بشيء لا يهدد سلطانها ويزلزله؟ أن تُصيبه بالحماقة والتشريد _مثلاً_ لا أن تُصيبه بالعقل والوقار!

‏‏

أما أنه يحتمل بأن لا تكون هناك آلهة أو شيء يكن؟ وأن كل ما في الأمر؛ أن قوم عاد ليس عندهم مانع أن يقذفوا بكل قول _مهما كان_ويُصدقوه.. والمهم عندهم هو أن يبقى كبرهم وما يعتقدون كما هو؟

‏‏

“قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين.. إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء، قال إني أُشهد الله واشهدوا أني برئ مما تُشركون.. من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تُنظرون.. إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم”

‏‏

وهكذا هم المتكبرون والرافضون الإيمان بالله على مرَّ العصور! قد نال الكبر منهم ما ناله.. فرأينا  وسنرى فعله فيهم.. سنرى ظلمات وتوهان ومجهول، و”اللا شيء” الذي يُرجعون ويُنسبون إليه كل شيء.