الملحدون ليسوا سابقين في أقوالهم.. بل هناك من سبقهم
وهؤلاء الملحدون ليسوا سابقين في دعواهم ودينهم هذا! بل هناك أقوام من قبلهم قد لبسوا الحق بالباطل وقالوا ونسبوا كل شيء للمجهول والتوهان وإلى “اللا شيء” أيضاً..
“إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء”
⇐ فما هو هذا السوء يا قوم عاد الذي أصابت الآلهةُ به “هود” وأين هي أدلتكم على وجود تلك الآلهة؟
وإذا كانت هذه الآلهة فعلاً موجودة؛ ألا تستطيعون أن تُميزوا أنها قد أصابت “هود” بما قد زلزل سُلطانها وهدده بالزوال عندما خرج عليكم يدعوكم للتخلي عنها بالدليل القاطع والحجة الدامغة؟ فهل هذه الآلهة تائهة بلا وعي لا تستطيع أن تميز أفعالها فهي تقذف بها يُمنة ويُسرى؟ أم أنها آلهة مكبلة ليس لها قدرة على أن تُصيب فتقضي وتُنهي، وأنه من شدة تكبيلها أنه ليس لها قدرة على أن تنطق وتتكلم فتُعرّف عن مُرادها وأفعالها فهي مثل الأخرص الذي لا يقدر على الكلام رغم محاولته؟
⇐ أم أن السموات والأرض بكل ما فيهما من حكمة وتناسق ونظام وتكوين بليغ؛ لا يمكن أن يكونوا إلا عن طريق إله مكبل أخرص لا يعي ولا يقدر وليس له مُراد وحكمة من كل تلك الحكمة والعظمة والتكوين الذي خلقه؟
⇐ أم أنه يُعقل بأن قوم عاد لربما يكونوا في عالم والواقع والحق في عالم آخر؟
الملحدون في عالم؛ والوقع والحق في عالم آخر
وحال الملحدين الآن؛ كحال قوم عاد! هم في عالم؛ والواقع والحق في عالم آخر! هم في عالم حيث الخالق فيه مكبل وعالة على كل أحدٍ غيره.. وليست لأفعاله معنى ويُحيط به التوهان عند التفكير فيه وفي أفعاله.. ويُلزم على أتباعه أن يُعطلوا عقولهم ويؤمنوا بأن للتوهان والمجهول قدرة وحكمة وإرادة.. وأنه كالأخرص الذي لا يستطيع أن يُكلم خلقه أو يهديهم ويعرفهم الطريق والغاية المُرادة؛ بل يتركهم هكذا إلى الضياع والمجهول.. ويتركهم هم يعتنون به ويُدافعون عنه.. وإذا ما كان كذلك؛ فهو عندها بئس الخالق والمُوجِد!