الملحدون يقولون الشيء ونقيضه.. ويُلزمون على العقول أن تُصدق كلامهم
يأخذ الأستاذ العقاد في تفنيد أقوال الملحدين الماديين؛ فيتعجب على تناقضهم وقولهم الشيء ونقيضه.. وإصرارهم على كبرهم.. ونسبتهم وجود الأكوان بما فيها إلى ”اللاشيء” وإلى الأقوال والنظريات التائهة غير المصحوبة بدليل وكأنها الأساطير.
يقول الأستاذ العقاد متسائلاً ومتعجباً على قولهم بأن المادة هي التي خلقت العقل، وفي نفس الوقت تلك المادة ظلت بلا عقل لكل تلك الأزمان إلى ما قبل ظهور الإنسان:
” فكيف جاز عندهم أن تكون المادة قادرة على خلق العقل ثم جردوها منه ملايين الملايين من السنين قبل ظهور الإنسان بين هذه الكائنات؟
وهل هي ملايين الملايين من السنين وكفى؟
كلا! فإن الكون الذي لا أول له؛ قد انقضت عليه آماد وآماد لا تُحسب بالملايين ولا بأضعاف الملايين.. فلماذا طُبعت المادة على تكوين العقل ثم تجردت منه إلى ما قبل ظهور الإنسان.. وهو تاريخ قريب _بل جدُّ قريب_ بالقياس إلى تلك الأوائل التي لا يُحيط بها الحساب؟”