خلاصة الكلام عن الكِـبْر
قد علمنا في الصفحات السابقة؛ أن سبب وراء الذنوب والمعاصي، والسبب وراء عدم الاستماع إلى النصيحة والموعظة؛ هو الكِبْر الذي في داخل صدرك.. وبسبب إصرارك على أن فكرك هو أفضل الفكر.. وبسبب إصرارك أيضاً على أن طريقة معيشتك هي أفضل طريقة بالرغم من أنك لا تملك الدليل على صدق فكرك أو طريقة عيشك.
التفكر قليلاً في أمر الحيوة هو الحل لشعور الكِبْر
فكان الأولى عليك بدلاً من الإصرار والتكبر على النصيحة والموعظة؛ هو أن تقوم وتتفكر في تلك النصيحة والموعظة.. تقوم وتتفكر وتعلم أن الحياة هي طريقان فقط.. طريق خطأ وطريق صواب.. وطريقُ خير وطريقُ شر.. فإما أن تكون على طريق الصواب وإما أن تكون على الطريق الخاطئ.
وكان الأولى عليك أيضاً أن تتفكر وتنظر وتتعظ؛ فتعي وتفهم أن الخير هو في اتباع هدى الله.. وتعي وتفهم أن الخير يجلب الخير وراءه، وأن الشر والضلال إنما هما ظلامات يتوالى بعضها بعد بعض في هذه الحياة وفي الآخرة النار والعياذ بالله.
وكان الأولى عليك أيضاً أن تعلم أن حياة الإنسان هي حياة مليئة بالابتلاءات والفتن في كل مكان، لكل إنسان، في كل زمان.. سواء كان غنياً أو فقيراً.. طويلاً كان أم قصيراً.. قبيحاً كان أم جميلاً.. عقيماً لا ولد له أو كان الولد له كثيراً، وهذا كلام مفروغ منه. ومن الكلام المفروغ منه أيضاً؛ أن الذين تهون عليهم الابتلاءات والفتن في هذه الحياة؛ إنما هم المؤمنون الذين يُلهمهم الله الصبر والرضا.
هناك طريقان فقط في هذه الحياة
والسؤال الأهم الذي نخرج به بعد كل هذا؛ إذا كان هناك طريقان فقط لا ثالث لهما.. طريق حق وطريق ضلال؛ فأي الطريقان سوف تسلك ومع من ستذهب وتكون؟ طريق أهل الحق والإصلاح.. أما طريق أهل الحرام؟
وإذا كان الأمر ولا بد بأن ينتهي بك إلى الله، وأنك ستقف أمامه لكي يُحاسبك على كل أعمالك؛ فأعتقد بأنه يجب عليك أن تجهز وتُعد ردوداً جيدة على أسئلته وحسابه سبحانه : ))
“وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار.. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.. إن الله بصير بالعباد”