tawasoul@ezzhaq.com

قصص المؤمنين


بالحق هناك أناس آمنوا بالله نُورد قصصهم فيما يلي إن شاء الله.. وهؤلاء الناس أظهروا العجب والولاء في إيمانهم بالله سبحانه كما سنرى..


فتنة الرزق.. وأين هو عمل الله؟

هل الله هو الذي وراء الرزق، أم أنها حيوة ليس لله دخل فيها؟


كان هناك رجل حكيم مؤمن تمام الإيمان، تحاور معه صديقه.. وصديقه هذا قد وقع في الفتنة وانخدع  بأن له حيلة في الرزق.. وأن سبب رزقه هي حيلته وعدته وعتاده.. وأن الحيوة هكذا وليس لله دخل بشيء؛ لأن الحياة كما نراها.. عندي عدتي وعتادي ويأتني رزقي؛ فأين هو عمل الله إذاً؟!

‏‏

وقد دخل موسم الحصاد والجنان قد امتلأت بالفاكهة والثمار والرزق الكثير جداً.. قال الصاحب:

_ يا صاح! أنا أكثر منك مالاً وأكثر منك ولداً وأكثر منك عُدة.. وثمار أشجاري تكاد أن تقع على الأرض من كثرتها.

“وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً”

استمع المؤمن ولم يُجب بشيء وظلَّ صامتاً.. وظلَّ صامتاً لأنه يعلم أن ذلك هو رزق الله لصاحبه.. ثم دخل معه إلى حديقته وجنته.. إلا أن الصاحب قد تمكنت الفتنة منه؛ فقال ظالماً نفسه بعدما نظر إلى جنته:

_ يا صاح! لا أحسب أو أظن أن هذه الجنة سيأتي عليها يوماً وتُباد أو تفسد.. وجنتي تلك! قد أثمرت بفضل أموالي وعدتي.. والمال الكثير يأتي بالكثير غيره.. ولا أحسب أو أظن أيضاً بأن هناك شيء اسمه ساعة أو يوم قيامة… فأي يوم قيامة هذا! والقول بأن هناك يوم قيامة قول خاطيء.. لأن هذه هي الحال! وإن كان هناك ولا بد مَردٌ ورجوع إلى الله؛ فإني أحسب أن لي عنده الكثير غير ذلك من الجنان.. لأن الله يخلقنا ومن ثم ليس له دخل بشيء.. وإن كانت هناك آخرة؛ فإني أحسبني أن لي فيها من الخير الكثير جداً.

“ودخل جنته وهو ظالم لنفسه، قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً.. وما أظن الساعة قائمة.. ولئن رُددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً”


الصديق المؤمن يتعجب من جحود صاحبه لنعمة الله رغم ظهورها واضحة كالشمس


قال له المؤمن وقد أصبته الدهشة:

_ هل كفرت بالله الذي سواك وأخرجك من العدم ولم تكن شيئاً قبل أن يخلقك الله؟

هل وقعت في الفتنة ونسبت الخير الذي أنت فيه لنفسك ولم تنسبه لله الذي جعلك؟! فأين كان عملك وأين كانت حيلتك عندما خلقك الله من تراب ثم جعلك ماء في ظهر أبيك؟

إنها فتنة قد وقعت فيها وكفرت بالله! ولكنني لا أكفر بالله مثلك؛ لأنه هو الذي جعلني وجعل رزقي.. لا أكفر بالله سواءٌ أكنتُ أغنى أو كنت محدود المال.. لأنه الرزق الذي لا حيلة فيه.

“قال له صاحبه وهو يحاوره، أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً.. لكنَّ هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً”


ماذا تفعل إذا رأيت الرزق والمال؟


وكان الأولى لك عند دخولك جنتك أن تنسب كل ما فيها لله وحده.. لله وحده الذي جعل لك كل هذا وأنه لا قوة فيما أنت فيه إلا لله! أفلا ترى أنني أقل منك في المال والعدة وأن سعي في الرزق مثل سعيك ولي حيلة مثلك وقدرة على التجارة؟

“ولولا إذا دخلت جنتك قلت ماشاء الله لا قوة إلا بالله إن ترنِ أنا أقل منك مالاً وولداً”


كل واحد له حيلة وسعي للرزق.. لكن الأمر أولاً وأخيراً لله


أقول لك بأن عسى اللهُ أن يُيسر لي أمري وتجارتي ويأتيني بجنة ورزق خيرٍ من جنتك ورزقك.. وعساه أيضاً أن يُرسل على جنتك ما حسبته لا يحدث أبداً.. فيرسل عليها الجراد أو الرياح أو أي لون آخر من ألوان العذاب؛ فتصبح جنتك لا تعرفها مما حدث فيها.. وتحسب أنك ضللت الطريق إذا ما رأيتها ورأيت الخراب فيها! أو أن ينقطع مصدر الماء عن جنتك فلا تدري من أين تطلبه ولا كيف تأتي به.

“فعسى ربي أن يؤتينِ خيراً من جنتك ويرسل عليها حُسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً.. أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً”


 الولاء لله وحده.. وليس للعدة أو للعتاد!


أتت  الأشجار  في جنة ذلك الصاحب بالمحصول الحق.. فأتت بمحصولٍ وفير وغزير فلم تظلم في إخراج الثمار شيئاً.. بل أخرجته حق الإخراج.. ولكن عندما ظهر الإشراك بالله من ذلك الصاحب؛ أرسل الله عليه لوناً من ألوان العذاب لا أحد يعرف ما هو.. وكأنها ردة فعلٍ فورية على الإشراك! فأصبحت الجنة فروعاً على الأشجار فقط.. وأصبح الصاحب يُقلب الكف على الآخرى على عمله وماله الذي أنفقه فيها.. ثم أظهر الندم والحسرة على إشراكه بالله.. ولكن ما عاد من شيء يُفعل أو نصرٍ يُنتظر! فلو طلب المساعدة والنُصرة؛ فمن ذا الذي له دخل في الخلق والرزق حتى ينصره ويساعده ويُرْجِع له جنتيه؟

وكما أن الله هو من جعل جنته تأتي بأجود الثمار وأكثرها، وفجر خلالها نهراً وجعل بينها الزرع؛ فهو أيضاً سبحانه الذي جعل جنّـته لا تعود إلى ما كانت عليه من قبل..

“وأحيط بثمره.. فأصبح يُقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً.. ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً”

وماذا كان سيضره لو نسب الخير الذي هو فيه لله؟ لكنها الفتنة والابتلاء..

وبالمناسبة! مقدار رزقك مكتوب منذ الأزل.. فانظر كيف يأتيك! هل يأتيك عن طريق إذلال نفسك وإمراغ كرماتها في التراب، ولربما عن طريق الحرام؛ أم هل يأتيك عن عزة نفس وإكرام لها وعن طريق كل حلال؟



 

مواضيع ذات صله :

أمطر الله له السماء ذهباً وفضة

معرفه المزيد

ملكوت السموات والأرض تقودك ولا محالة إلى الله

معرفه المزيد