tawasoul@ezzhaq.com

لا يحق لك أن تسأل في دين الملحدين.. بل تستمع وترضى وكأنها أسطورة من الأساطير


لا يحق لك أن تسأل في دين الملحدين.. فلا يحق لك أن تسأل:

ما هي تلك المادة التي يعبدها الملحدون؟

وأي جزء محدد من المادة هو صاحب العقل الذي به أخرج كل ما نرى؟

وكيف للمادة أن تعرف كل تلك الحكمة ويكون لها كل تلك القدرة فتخرج من تحت أيديها هذه الحيوة؟

فهل كلمت الملحدين تلك المادة وقالت لهم كيف أنها وُجدت وصارت؟ وكيف أنها تستطيع كل شيء من أمثال من نراه؟

فهل كَـلّمتهم بحروف الكلام؟ هل كلمتهم بالـطاء والألف والميم والهاء وباقي حروف الكلام الذي أنتجته وانتخبته وارتقت به حتى خرج إلينا على صورته الحالية؟ أم أنه ليس هناك شيء اسمه “حروف للكلام”وأن حروف الكلام جاءت فجاءة كباقي المفاجئات التي خرجت من تحت أيدي المادة صاحبة الجلالة؟

أم أن المادة كلمتهم عن طريق الإيحاء الذي في النفوس والذي هو ناتج من عمل يديها ؟


إذا كان هذا العالم مادة ولا شيء غير المادة.. وجب أن تلتزم الصمت؛ لأنه ليس هناك أجوبة على ما ستسأله


فإذا كان هذا العالم بالفعل كله مادة ولا شيء غير المادة؛ لزم من ذلك أن المادة أزلية أبدية لا أول لها ولا آخر.. وأنها موجودة منذ الأزل بكامل قواها وجملة خصائصه.. وأن خصائصها ملازمة لها حيث كانت بغير تفرقة بين المادة في هذا المكان من الفضاء والمادة في غير ذلك المكان.. وإذا كان الأمر كذلك؛ كان واجباً ولا بد من الإجابة على كل تلك الأسئلة بالدليل القاطع والحجة الدامغة:

⇐ أين كانت خصائص التركيب والتخليق في المادة منذ أزل الأزل ؟

⇐ ولماذا يكون التركيب والتخليق الذي من طبيعة وخصائص المادة محتاجاً إلى زمان إذا كانت المادة لها أن تخلق وتركب منذ وُجد لها وجود؟

⇐ ولماذا يحتاج التركيب والتخليق إلى هذا المقدار بعينه ولا يتم في جزء من المادة وفي غير مكان محدود من الفضاء؟

⇐ ولماذا انتظرت المادة كل تلك الآماد من الزمن الذي لا يمكن حصره _ولا سبيل لحصره لأن قابلية الحصر ليست موجودة؛ لأنه أزلي أبداً_ لكي تبدأ الخلق والتركيب؟

⇐ لماذا تأجلت خصائص المادة كل هذا الزمان الذي لا يدخل في حصر ولا إحصاء؟

⇐ ولماذا اختلف التوزيع والتركيب في أجزاء الفضاء وآماد الزمان؟

⇐ ولماذا جاءت الحيوة مصادفة ثم دامت هذه المصادفة بكل ما يلزم لدومها من تدبير، وليس للمادة الصماء العمياء من تدبير؟

⇐ أم أنه يُعقل _وهذا هو الحق_ بأن أمر ظهور الحيوة إنما هو من صنع خالق مريد يعلم ما أراد؟


دين الملحدين وديدنهم هو القذف والرجم بالغيب من غير دليل


والملحدون لم يحاولوا قط أن يفسروا ظهور الحياة في المادة الصماء؛ إلا وقفوا عند تفسير الحاصل بالحاصل، أو تخبطوا في ضروب من الرجم بالغيب لا يقوم عليها دليل.

فمنهم من يفسر ظهور الحياة في المادة بأن المادة فيها طبيعة الحياة بعد التركيب والتناسق، وليس في هذا القول تفسير.. بل هو بمثابة تفسير الواقع المحسوس بالواقع المحسوس.

وهكذا هم الملحدون!!

قد صنع الكبر فيهم ما صنعه.. فصاروا أشد ضلالاً من الأديان والأحزاب الضالة التي تعاقبت على الأرض. فها هم رغم تقدم العلوم وسهولة الوصول إلى تمام الإيمان بالخالق المريد؛ إلا أنهم يُلزمون ويفرضون على العقول أن تتعطل وأن تُسلم أن أمر السموات والأرض وأمر الخلق والأكوان وأمر الأمم وأحداثها وتواريخها الجِسام؛ إنما يرجع إلى “اللا شيء”!

وأنهم بمنهجهم ودينهم هذا يصلون بالعقول إلى حد التعطيل والتوهان والمجهول وإلى حد الضباب.. حدّ التوهان حيث للمادة العمياء الحمقاء المجهولة التي لا تعرف طريقاً أو سبيلاً ولا تستطيع أن تُكلم أحداً أو تهديه؛ هي ربُّ كل شيء وخالقه.

وهكذا هم في تناقض عجيب مريب! جعلوا للمادة كل تلك القدرة والمعرفة؛ إلا أنهم أحاطوها بالمجهول والتوهان عند التفكير فيها.. جعلوا المادة تخلق وتُعيد وتُزيد؛ ولكنها لا تملك أن تتكلم فترد عليهم قولاً أو تهديهم سبيلاً فتُريح وترتاح.



 

مواضيع ذات صله :

حاول الملحدون نفي فكرة “الخالق”

معرفه المزيد

من هو الأحق في العبادة والاتباع ؟

معرفه المزيد